حسّان مناصرة إضافة فنية قيّمة لأي نص أدبي، والكثير من دور النشر والكُتّاب يطمحون للتعاون معه، وأنا واحدة من هؤلاء. فهو فنان كبير في خبرته وموهبته ومكانته، ويمتلك أدوات واهتمامات فنيّة كثيرة وشاسعة، ليس فقط في مجال الرسم أو أدب الطفل. ومن يتابع حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي يدرك ذلك جيدًا. لذا فنحن محظوظون جدًا لأنه قرر أن يلقي على أدب الطفل العربي ظلًا من ظلاله الوارفة، وأن يثري كتبنا بفنه الجميل وطريقته التي يرى بها العالم ويعبر بها عن القضايا الإنسانية والحياة. بالنسبة لاختيار حسّان مناصرة من أجل رسم قصة البطل الخارق فقد تم من قبل دار أشجار، وبعد فترة قصيرة جدًا من تعاونهما الأول في رسم القصة الجميلة “الحنين”، وهذا بحد ذاته يقول عنه الكثير بالتأكيد. الدار لاحقًا أعلمتني بقرارها وكانت مفاجأة جميلة جدًا بالنسبة لي، وسعدت أكثر حين أبلغَ الدار بموافقته. أمّا العمل مع حسّان فقد كان مريحًا وسلسًا للغاية. فهو يتمتع بمهنية عالية وخبرة طويلة وناضجة في رسم كتب الأطفال والتعامل مع النصوص الأدبية المختلفة ومتطلباتها الشائكة. اتفقنا منذ البداية على آلية التواصل، ومحطات الإنجاز، وكيفية السير قدمًا في رسم اللوحات. وقبل البدء بالرسم، وضع حسّان تصورًا لهوية أبطال القصة وبيئاتهم وملابسهم وصفاتهم الجسدية، وذلك بناءً على خبرته وقراءته حول المعاني الإنسانية التي يعكسها النص كالبطولة والشجاعة والصبر والتعاطف والحكمة والمحبة، وإلمامه بالطرق المختلفة للتعبير عنها فنيًّا، وتأثير كل طريقة على مشاعر المتلقي وتفكيره. هذا التصور ساهم بشكل كبير في الوصول إلى الشكل الفني النهائي للعمل. ومع ذلك كان هناك دائمًا نقاشات ومشاورات. يعني لا توجد لوحة لم نشبعها نقاشًا رغم أن كل اللوحات كانت من منظور حسّان والزاوية التي رأى بها مشاهد الحكاية. حسّان مناصرة يتمتع أيضًا بشخصية هادئة ومتأنية للغاية، يفكر كثيرًا وبعمق في كل الخيارات والمقترحات ويدرسها ويحللها، بل وقد يعرضها على ابنه ليتأكد من ردة فعله نحوها ومن أنها لن تزعجه مثلًا، وقد حدث هذا في عدد من اللوحات. كما أنه يحاول دائمًا إيجاد نقاط تلاقى بين الرسومات ومحطات من حياته وذكرياته الخاصة، مثل ملامح البطل الخارق والتي قرر أن تكون مشابهةً لملامح شخصية أحبها وهو طفل صغير وكان يرى فيها بطلًا خارقًا حقيقيًّا. لقد أسعدني هذا جدًا وطمأنني كثيرًا لأنه جعلني أدرك بأن نص القصة بين يدي فنان مخلص ومتفاني جدًا في عمله، يحترم ويحب ما يفعل.
أشياء أخرى يجب أن تعرفوها عن الرسّام حسّان مناصرة:
هو فنان بصري فلسطيني أردني. درس التصميم الداخلي في جامعة البلقاء التطبيقية، والرسم في المركز الأردني للفنون الجميلة، والطباعة الحجرية والحفر على الزنك والنحاس في المتحف الأردني للفنون الجميلة. عمل كمساعد مخرج في سلسلة الرسوم المتحركة النمر الوردي وغيرها من الرسوم المتحركة. أقام عددًا من المعارض الفنية الخاصة وشارك في أخرى مع عددٍ من الرسامين العرب والعالميين. فاز بجائزة محمود كحيل المرموقة لسنة 2020 عن فئة الرسوم التصويرية والتعبيريّة، وفي نفس العام وصل إلى القائمة الطويلة لجائزة هانز كريستيان أندرسون (Hans Christian Andersen Award) والخاصة بمجمل إنجازات الرسامين في أدب الطفل.
رسم حسّان حتى الآن أكثر من 25 كتابًا للأطفال. وهذه بعض من الإنجازات التي حققتها:
- كتاب “ما المانع” وصل للقائمة القصيرة في جائزة اتصالات لأدب الطفل العربي عن فئة أفضل رسومات لسنة 2014، وفي نفس العام وضع في قائمة الغراب الأبيض (The White Raven) العالمية لكتب الأطفال.
- كتاب “بركة الأسئلة الزرقاء” فاز بجائزة اتصالات لأدب الطفل العربي عن فئة أفضل رسومات لسنة 2016
- كتاب “الحنين” فاز بجائزة اتصالات لأدب الطفل العربي عن فئة كتاب العام لسنة 2018
- كتاب “الكأس” لائحة الشرف للمجلس الأعلى لكتب اليافعي (The International Board on Books for Young People – IBBY) عن فئة رسوم كتب الأطفال لسنة 2019
- كتاب “الغول” فاز بلقب أفضل الأفضل (Best of the Best) الخاصة بمكتبة شيكاغو العامة لسنة 2020 وبلقب كتاب العام (Book of the year) الخاصة بـ Kirkus Review لنفس العام.
للتعرف على رسومات محمد علي وإصداراته الأخرى، يمكنكم زيارة حساباته التالية: